تخطي للذهاب إلى المحتوى

رحيل الفنان مصطفى فهمي عن عمر 82 عامًا: وداعًا لنجم "الزمن الجميل"

30 أكتوبر 2024 بواسطة
رحيل الفنان مصطفى فهمي عن عمر 82 عامًا: وداعًا لنجم "الزمن الجميل"
Ezzeldinhassan

رحيل الفنان مصطفى فهمي عن عمر 82 عامًا: وداعًا لنجم "الزمن الجميل"

فُجع الوسط الفني المصري والعربي بخبر وفاة الفنان القدير مصطفى فهمي، الذي وافته المنية صباح اليوم عن عمر يناهز 82 عامًا بعد صراع طويل مع المرض. تميز فهمي بمسيرة فنية استثنائية امتدت لعقود، حيث اعتبر من رموز السينما المصرية وصُنّف كأحد نجوم "الزمن الجميل"، الذين أثروا الفن المصري بأعمال لا تُنسى، ليرسموا ملامح السينما الكلاسيكية ويتركوها إرثًا للأجيال المقبلة.

مسيرة فنية غنية بالعطاء

وُلد مصطفى فهمي في أسرة أرستقراطية مصرية، وعُرف بوسامته وجاذبيته الفريدة، ما أهّله للعب أدوار متنوعة بين الرومانسية والقوة. لم يكن مظهره الجذاب فقط هو ما أكسبه مكانة في قلوب الجماهير، بل كان أيضًا بفضل أدائه العميق وتمكنه من أدواره. بدأ فهمي مشواره الفني في السينما المصرية في سبعينيات القرن الماضي، حيث قدم أفلامًا لا تزال عالقة في أذهان محبي السينما، وجسّد شخصيات محبوبة ومتنوعة تناسبت مع العديد من الأعمال الاجتماعية والرومانسية وحتى الكوميدية.

ومن أبرز الأعمال السينمائية التي قدمها، فيلم "الباطنية" الذي شارك فيه مع كبار النجوم وحقق نجاحًا جماهيريًا واسعًا، إلى جانب أفلام أخرى مثل "رصيف نمرة 5" و"الحرافيش" و"النداهة". كما كان له حضور قوي في الأعمال التلفزيونية التي أسهمت في توطيد علاقته بالجمهور المصري والعربي، منها مسلسلات "قصر الشوق" و"حساب السنين"، وقدم أداءً بارعًا في هذه المسلسلات التي استحوذت على نسب مشاهدة عالية وساهمت في ترسيخ مكانته كفنان من العيار الثقيل.

شخصية متألقة داخل وخارج الشاشة

لم يكن مصطفى فهمي فنانًا عاديًا، بل كان صاحب شخصية جذابة وأخلاق رفيعة جعلته محبوبا لدى زملائه في الوسط الفني، وترك أثرًا عميقًا في قلوبهم. نعى العديد من النجوم وفاته بكلمات مؤثرة، من بينهم الفنان كريم عبد العزيز وأحمد السقا، الذين عبروا عن حزنهم لفقدان رمز كبير من رموز الفن، بينما ذكرت الإعلامية بوسي شلبي، التي كانت على مقربة منه، أنه "إنسان بكل ما تحمله الكلمة من معنى".

ويُذكر أن فهمي، في الأشهر الأخيرة، عانى من أزمة صحية تطلبت خضوعه للعديد من الفحوصات الطبية وجراحة دقيقة في المخ، لكنه ظل على تواصل مع محبيه رغم متاعبه الصحية، متابعًا تطورات الوسط الفني ومواكبة مشواره الفني الطويل. ومع أن حالته الصحية شهدت بعض التراجع في الفترة الأخيرة، إلا أنه أبدى شجاعة وتفاؤلًا كبيرين، مستمدًا قوته من محبة جمهوره وأصدقائه.

تأثيره على السينما المصرية ورثاء محبيه

إن رحيل مصطفى فهمي يشكّل خسارة كبيرة للسينما المصرية، فقد كان أحد القلائل الذين استطاعوا تحقيق توازن بين أدوار البطولة والأدوار الثانية، مؤديًا بشخصية متواضعة ومهارة فنية عالية. اتسم بأدائه الصادق وعفويته التي عكست عمق موهبته، ما جعل منه قدوة يحتذى بها بين أبناء الجيلين القديم والجديد من الفنانين.

في كلمات وداع مؤثرة، عبر نجوم السينما عن بالغ حزنهم لرحيله، وأشادوا بمشواره الفني وإنسانيته الفريدة، وتقدموا بالتعازي لأسرته ومحبيه. كتب النجم أكرم حسني على حسابه، "فقدنا فنانا كبيرا وإنسانا طيبا"، بينما كتب الفنان محمد إمام: "ستبقى ذكراك خالدة في قلوبنا". هذه الكلمات لم تكن مجرد تعبير عن فقدان زميل بل كانت تعبيرًا عن تقدير متبادل من أبناء الوسط الفني.

إسهاماته الفنية بين الماضي والحاضر

لا يخفى على أحد أن مصطفى فهمي قد أسهم في تعزيز مكانة السينما المصرية عبر العديد من الأدوار التي شكلت جزءًا من تراثها الذهبي. جمع بين قوة الأداء وجاذبية الحضور، ونجح في اجتذاب جمهور من مختلف الأعمار بفضل تنوع الشخصيات التي لعبها. لقد جعلته أعماله الفنية المتعددة والمتنوعة واحدًا من النجوم المحببين لجيل السبعينات والثمانينات، وجعلته محط احترام وتقدير بين الأجيال التالية.

برحيل مصطفى فهمي، يُسدل الستار على مسيرة أحد عمالقة السينما المصرية، وتبقى ذكراه خالدة في قلوب محبيه، بينما تستمر أعماله الفنية في إلهام الأجيال الصاعدة، وتدفعهم لاستكمال مسيرة الفن بأخلاقياته التي اتسمت بالاحترام والحب للفن وللجمهور.

شارك هذا المنشور